بسم الله الرحمان الرحيم
أنبش في سجلات الذاكرة و أنبش
لعل ذاكرتي تسعفني و تنتعش
أفتش فلا أرى الاصورا تتلاشى
و العديد من نقاط استفهام حمر
أعود بثبات للورى و للماضي أسافر
عساني أمضي فأستعيد
لأقتفي أثرا يترآى لي من بعيد
أقترب بوجل ووجد فيختفي
أحاول اللحاق به فلا ألوي على شيءو يختفي
و أبحث كغريق على مركب ينتشلني
ليخرجني من أطواق النسيان
أبحر في أعماق أغوار الزمان
فلا أعثر الا على أنصاف وجوه
و أثلاث و أرباع انسان
أشعر بالعطش في فيافي الغياب
ألهث و ألهث و أنا أبحث بشغف
أسمع أنينا يعزف
و شيء من القرف
و في آخر المنعطف
غرفا داخل غرف
يعتريني بعض الفضول و قليلا من الخوف
و أرى هناك طموحي ينسف
و أشاهد نجاحي يقصف
و هل من يرأف و هل من يستعفف؟؟
فيزداد عذابي و أسفي
أسفي على زمن يمضي و السيف على عنقي
و السياف بريء و أنا المتهم
أخيرا انقشعت سماء ذاكرتي فأستحضر
ورأسي مشحون بالأحداث ومثقّل بالصور
هناك..وجوه تلونت يعلوها السخرية و التهكم
و كأنها تتلذذ بطعم هزائمي
و تستطعم قتلي المزعم
فأعزم باصرار على التحرر من قيد الوهم
و أكسر أغلال الاحباط المستوطن
فأقارع الاخساء و الجبناء و كل مداهن
و لا أسامح من استباح قتل كل ناجح
و لن أغفر لمن داس و استبد و استعبد
و أندد و أردد توقف يا هذا و ذاك توقف
كفاك اغتيالا و أكففك مخضوبة بدماء الشرفاء
و أنت مزهو و تدّعي النبل و البراءة
و بجرءة تعلن نعيي و أنا أتنفس بصعوبة مرارتي
و تمشي على جثتي و ترفع رايتي
رويدك يا خائن و هيهات يا غادر
و اعلم أنك اليوم تحيى بجبن كالنعام
و لا بد غدا على النعش تحمل و تغادر
ستلتحف الأكفان و توارى التراب
فأتأسى و لا أنسى متاعب الأمس
و في سكون الليل الهاجع
أرفع أيدي الى خالقي و ألح في الدعاء
خذ بحقي ممّن ظلمني
فأتنفس الصعداء و اتيقن
أن للمظلوم دعوة لاترد
اجل للمظلوم دعوة لا ترد
بامضاء روح الفن
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته